الشهيد حاشي عبد الرحمان
صفحة 1 من اصل 1
الشهيد حاشي عبد الرحمان
الشهيد حاشي عبد الرحمان
هو حاشي عبد الرحمان بن عبد القادر و أمه فاطنة ابنة عثمان، ولد سنة 1917
ببلدية مسعد (الجلفة) توفي أبوه و تركه يتيما صغير السن تولى رعايته جده
حاشي محمد بن الحاشي الذي علمه مبادئ القرآن الكريم ثم أرسله إلى زاوية
الهامل حيث حفظ القرآن الكريم ليشرع بعدها في تعلم الفقه و اللغة و الآداب
على يد شيخه قاسمي بن عزوز الهاملي و أصبح من أهل الفتوى في ربوع هذه
البلاد حتى قال عنه شيخه " إنني لا أحرج من أي سؤال في علوم الفقه و اللغم
ما عدا سؤال حاشي عبد الرحمان" أي أن سؤاله ليس بالبسيط ، كما يدل على عمق
ثقافته و غزارة علمه.
حمل في طيات فكره قضية الجزائر و معاناة الشعب الجزائري آنذاك فساهم في
تأسيس "حركة الانتصار للحريات الديمقراطية " بالجلفة و تنظيم الخلايا
الحمعتوهة و تعليم الأناشيد الوطنية كنشيد (موطني ).
اشتغل مدرسا متطوعا في مدرسة " الإخلاص" التي أنشأتها جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين بالجلفة و هذا من أجل إيصال أفكاره الثورية إلى الشباب
و تكوين المناضلين و إعدادهم إعدادا جيدا لاحتضان الثورة.
عند حلول سنتي 1954 و 1955 قام حاشي بجمع المال و اللباس و حتى السلاح مما
أثار غضب أذناب الاستعمار فزج به في سجن الأغواط سنة 1955 ليطلق سراحه فيما
بعد، و في أوائل سنة 1956 سجن مرة ثانية بسجن الجلفة و عقب إطلاق سراحه
التحق مباشرة بإخوانه المجاهدين في شهر مارس 1956 بجبل بوكحيل أين وجد
القائد زيان عاشور الذي توسم فيه الإخلاص و العلم و الحلم و المقاربة في
السن فقربه منه و أسند إليه أمانة السر و الكتابة العامة للمنطقة و خاض إلى
جانبه كمائن و معارك ككمين تجريد القوم و الحركة من سلاحهم بناحية عمورة، و
معركة جبل قرزان في ماي 1956 كما ساهم في عملية تفجير القطار و السكة
الحديدية بين الجلفة و حاسي بحبح حيث تم أسر سائق القطار، هذا إلى جانب
معركة قعيقع في أوائل صائفة 1956 التي خلف فيها الاستعمار الفرنسي عددا من
القتلى و الجرحى.
بعد وفاة القائد زيان عاشور أصبح حاشي عبد الرحمان النائب الأول للقائد عمر
إدريس الذي كلفه بمهمة دحر بلونيس، كما ساهم إلى جانب عمر إدريس و بكباشي
عيسى في إبرام اتفاقية الاتحاد و الانضمام التي وقعت بين الولاية الخامسة و
جيش منطقة الجلفة و تعد هذه الاتفاقية تصحيحا لمسار الثورة و تنظيم الجيش
تنظيما جديدا لم ترض بعض العناصر في جيش التحرير و بعض المدنيين الذين لم
يتخلصوا من النزعة الحمعتوهة الضيقة التي كانت سببا و تمهيدا لانقلاب الخيانة
الذي قاده بلونيس بإيحاء من جنرالات فرنسا.
و في ربيع 1957 أصبح حاشي عبد الرحمان المسؤول الأول على الجيش خلفا لعمر
إدريس الذي سافر إلى المغرب الأقصى لتزويد المنطقة بالسلاح و الذخيرة، و في
هذه الأثناء كان الخائنين بلونيس و العربي القبائلي و جمع من الضباط و
المدنيين و نظرائهم من جهلاء في الجيش يذيعون و يشيعون في الأوساط بأن
القائد عمر إدريس قتله جيش الجبهة، و أن الاتفاقية التي وقعها حاشي هي
السبب في ذلك، و هكذا ضربوا على الوتر الحساس و استعطفوا فصائل الجيش مما
سهل عليهم انقلاب الخيانة الذي راح ضحيته شهيدنا و جمع من خيرة الضباط ، و
مما يدعم هذا التخاذل الذي وقع في صفوف الجيش أن أحدهم و هو من المقربين
لحاشي عبد الرحمان انتزع منه السلاح و ختم المنطقة.
و في أحد الأيام أخرج الخائن بلونيس حاشي من السجن بدار الشيوخ و خاطب
الناس " هذا هو عبد الرحمان جاء يحاربني و يريد قتلي بناحية العش قل أليس
هذا صحيحا ؟ " فرد عليه حاشي "ليس هذا يوم الحساب يا بلونيس " .
قام الخائن بلونيس بتسليم حاشي عبد الرحمان إلى كبار ضباط الجيش الفرنسي
بالجلفة فعذبوه عذابا شديدا و نكلوا به ثم حملوه إلى الجزائر العاصمة و
سلموه إلى جنرالات فرنسا ( ماسو و سالان) فرغبوه و أرادوه أن يخطب على
أمواج الإذاعة إلى الشعب بناحية الجلفة لتأييد قضية بلونيس فرفض و أبى أن
يسير في ركب الخيانة فأعادوه إلى بلونيس فنفذ فيه الخائن العربي القبائلي
حكم الإعدام ففاضت روحه إلى بارئها في نهاية شهر جوان 1958 .
مواضيع مماثلة
» الشيخ حاشي مصطفى رحمه الله
» لا للغفلة يا عباد الرحمان
» الشهيد علي النمر
» الشهيد البطل السبتي بومعراف===
» من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمان الرحيم
» لا للغفلة يا عباد الرحمان
» الشهيد علي النمر
» الشهيد البطل السبتي بومعراف===
» من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمان الرحيم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى