الجزائر والفتوحات الاسلامية
صفحة 1 من اصل 1
الجزائر والفتوحات الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزائر والفتوحات الاسلامية
بدأ الفتح
الإسلامي لشمالي أفريقيا في منتصف القرن السابع 670م. فاصطدم المسلمون
بالبيزنطيين المتمركزون على مدن الساحل واستطاعوا دحرهم، وفي الداخل كان
الصدام دعوياً وليس عسكرياً إذ سرعان ما دخلت قبائل البربر في الدين
الإسلامي بعدما رأوا فيه رسالة حضارية لم تأت لتدمر ما بنوه بل لتضفي عليه
بعداً كونياً روحياً.
فاعتنقوا الدين الجديد وشكلوا جحافله المنتصرة التي عبرت مضيق جبل طارق
فيما بعد في العهد الأموي كانت الجزائر ضمن ولاية شمالي أفريقية التابعة
لسلطة الخلافة في دمشق وهي بمثابة مركز انطلاق الجيش الإسلامي نحو اسبانيا
تدعمه بالعدة والعتاد. ومع مجيء العصر العباسي عام 750 م كانت مظاهر التذمر
في هذه المنطقة قد بدأت بالظهور وفي عام 756 م زالت سلطة العباسيين من
منطقة المغرب كلها، إذ أعلنت دولة الخوارج التي راحت تتوسع حتى سيطرت على
أغلبية دول المغرب المغربي. ثم استعاد العباسيون سلطتهم في القسم الشرقي من
المغرب بعد عام 761م. غير أن معظم أرض الجزائر خضعت لعدد من الدويلات
الصغرى التي نشأت على هامش الدولة العباسية. في القرن التاسع انتقل مركز
الخوارج البربر من تلمسان إلى تيارت، وفي هذه الأثناء كانت دولة الأغالبة
قد قامت في القيروان وحاولت مد سيطرتها باتجاه المغرب الأوسط غير أن صعوبات
كبيرة قد حالت دون ذلك، بعد ذلك قامت الدولة الفاطمية في المغرب الأوسط
عام 910 م وقد واجهتهم عدة ثورات بسبب غلوهم وتطرفهم كان أعنفها ثورة أبي
اليزيد الخوارجي. فنقل الفاطميون مركز حكمهم باتجاه مصر في عام 973 وبنوا
مدينة القاهرة وتسلمت قيادة هذه المنطقة قبائل بربرية مختلفة. بقي ولاءها
متأرجحاً بين الدولة الفاطمية وبين الدولة الأموية في الأندلس.
وشهدت سنة 1050 م حدثاً مهماً في تاريخ المنطقة وهو «غزوة بني هلال» وهم
عبارة عن تجمع لقبائل عربية أخرجت من مصر فشكلوا الهجرة العربية الكبيرة
الوحيدة إلى بلاد المغرب منذ الفتح الإسلامي. عاشت الجزائر بعد هذه الفترة
حالة من الفوضى، وضعت قوات المرابطين حداً لها بعدماانطلقوا من المغرب
الأقصى وفرضوا سيطرتهم، كما امتد سلطانهم على الأندلس التي كان يتنازعها
أمراء الطوائف المتنازعين. إلا أن سلطة المرابطين سرعان ما انحسرت لصالح
الموحدين في عام 1147. ووقفت هذه الدولة التي عدت أهم الدول التي حكمت في
شمالي أفريقيا والأندلس بعد توحيدها جميعاً إضافة إلى الازدهار الثقافي
والاقتصادي الذي شهدته دولة الموحدين خصوصاً في تلمسان. غير أن وحدة منطقة
المغرب لم تدم طويلاً ففي حوالي عام 1250 عادت الفوضى إلى المنطقة، وتفككت
الدولة الواحدة وظهرت في هذه الآونة بنو عبد الواد من زناته كقوى صغرى.
وكان الاسبان في الأندلس قد قوي أمرهم فبدؤوا بالاستيلاء على موانىء الساحل
الأفريقي بعد أن أحكموا قبضتهم على الأندلس في عام 1492 م 898 هـ. فاحتلوا
في عام 1508 موانىء وهران والجزائر والمرسي الكبير وبجاية وقامت سفن
قراصنتهم تلاحق المسلمين الأندلسيين الذين فروا إلى شمالي أفريقية. وقد وجد
عند مسلمي شمالي أفريقيا ومن جاءهم من الأندلس محاولة رد الفعل ضد
الممارسات العدوانية الاسبانية، فبدؤوا يغيرون على سواحل الأندلس فنشأت في
ذلك البحر بين المسلمين والاسبان.
كان على رأس العمليات الإسلامية الإخوان تركي عروج وخير الدين بربروس،
اللذان كانا من النصارى ثم اعتنقا الإسلام، عملا ضد الاسبان خاصة، وضد
النصارى عامة. وتقرب عروج من السلطان الحفصي فدعمه وقدم له موانئه يتخذها
قواعداً له. وتمكن عروج أن ينتصر على الإسبان في عدد من المعارك البحرية
واستطاع استرجاع ميناء بجاية من الاسبان، ما رفع مكانه فنقل مقره من تونس
إلى ميناء صغير يقع إلى الشرق من مدينة الجزائر، وطلب منه حاكم الجزائر
مساعدته ضد الغزو النصراني الاسباني فاستجاب له وسانده في المقاومة، ثم رأى
عروج تمزق حكام الجزائر واستعانتهم بالإسبان ضد بعضهم فقرر التخلص منهم
واحداً إثر الآخر فبدأ بحاكم الجزائر فأنهى حكمه وتسلم مكانه وأصبحت مدينة
الجزائر قاعدته الرئيسية، ثم وسع حكمه باتجاه الساحل، إضافة إلى تلمسان في
الداخل، وبويع سلطاناً على البلاد. إلا إنه قتل في إحدى المعارك ضد
الإسبان، في عام 1518 م، فخلفه أخوه خير الدين بربروس الذي كان على صلة
جيدة بالسلطان العثماني فوضع جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها تحت حماية
السلطان العثماني. وكانت نتيجة هذا العمل الحاسم توحيد كل ساحل شمالي
أفريقيا والمنطقة الداخلية القريبة الواقعة بين قسنطينة ووهران. وبذلك دخلت
الجزائر مرحلة جديدة تحت راية الخلافة العثمانية استمرت حوالي ثلاثة قرون،
وكان حاكم الجزائر يعرف باسم (بيلر بك) أي رئيس البكوات فهي ليست بمنزلة
الولايات الرئيسية لأن هذه يحكمها والٍ برتبة باشا. ولكن عندما انفصلت تونس
عام 999 هـ وأصبح يحكمها داي مرتبط مباشرة باسطمبول، استبدلت الدولة
العثمانية حكمها في الجزائر وأصبح يحكمها باشا لمدة ثلاث سنوات واستمر ذلك
حتى عام 1070 هـ. إذ أصبح الوالي ضعيفاً أمام رؤساء الجند (الدايات) حتى
تمكن مجلس الدايات من تعيين أحد أعضائه حاكماً على الولاية.
ومع سيطرة الدايات إلا أن الخليفة العثماني استمر في إرسال الولاة
(الباشوات) كل ثلاث سنوات، إلى أن طرده الداي عام 1122، وهكذا لم يبق ولاة
عثمانيون، وإنما الداي أصبح المتصرف الوحيد بالولاية، وكان نظام الداي أقام
علاقات دبلوماسية مع الدول الأوروبية بدءاً من القرن السابع عشر الميلادي،
وإبان الحروب النابليونية ازداد تحسن الاقتصاد الجزائري فقوي أسطولها حتى
بات يفوق أي أسطول آخر في في البحر المتوسط لذا فقد أجبرت الدول الأوروبية
على دفع الجزية للجزائر. إلا أن هذا الأمر لم يطل إذ سرعان ما تحالفت الدول
الأوروبية، فقامت بريطانيا بالتحالف مع هولندا وعملتا على مهاجمة الأسطول
الجزائري. ثم هاجم الاسطول الانكليزي وحده الاسطول الجزائري وذلك وذلك عام
1816 م ـ 1240 هـ ـ ثم اتفق الأسطولان الانكليزي والفرنسي وهاجما الأسطول
الجزائري وذلك عام 1242 هـ ـ 1818 م ـ فغدت الجزائر بدون اسطول يحميها،
وهذا ما زاد في أطماع الدول الأوروبية وخاصة فرنسا التي فقدت مستعمراتها
أثناء حروب نابليون، فأرادت أن تعوض خسارتها باحتلال الجزائر، وتوجيه الشعب
نحو الخارج بسبب اخفاق الحكومة في سياستها الداخلية.
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزائر والفتوحات الاسلامية
بدأ الفتح
الإسلامي لشمالي أفريقيا في منتصف القرن السابع 670م. فاصطدم المسلمون
بالبيزنطيين المتمركزون على مدن الساحل واستطاعوا دحرهم، وفي الداخل كان
الصدام دعوياً وليس عسكرياً إذ سرعان ما دخلت قبائل البربر في الدين
الإسلامي بعدما رأوا فيه رسالة حضارية لم تأت لتدمر ما بنوه بل لتضفي عليه
بعداً كونياً روحياً.
فاعتنقوا الدين الجديد وشكلوا جحافله المنتصرة التي عبرت مضيق جبل طارق
فيما بعد في العهد الأموي كانت الجزائر ضمن ولاية شمالي أفريقية التابعة
لسلطة الخلافة في دمشق وهي بمثابة مركز انطلاق الجيش الإسلامي نحو اسبانيا
تدعمه بالعدة والعتاد. ومع مجيء العصر العباسي عام 750 م كانت مظاهر التذمر
في هذه المنطقة قد بدأت بالظهور وفي عام 756 م زالت سلطة العباسيين من
منطقة المغرب كلها، إذ أعلنت دولة الخوارج التي راحت تتوسع حتى سيطرت على
أغلبية دول المغرب المغربي. ثم استعاد العباسيون سلطتهم في القسم الشرقي من
المغرب بعد عام 761م. غير أن معظم أرض الجزائر خضعت لعدد من الدويلات
الصغرى التي نشأت على هامش الدولة العباسية. في القرن التاسع انتقل مركز
الخوارج البربر من تلمسان إلى تيارت، وفي هذه الأثناء كانت دولة الأغالبة
قد قامت في القيروان وحاولت مد سيطرتها باتجاه المغرب الأوسط غير أن صعوبات
كبيرة قد حالت دون ذلك، بعد ذلك قامت الدولة الفاطمية في المغرب الأوسط
عام 910 م وقد واجهتهم عدة ثورات بسبب غلوهم وتطرفهم كان أعنفها ثورة أبي
اليزيد الخوارجي. فنقل الفاطميون مركز حكمهم باتجاه مصر في عام 973 وبنوا
مدينة القاهرة وتسلمت قيادة هذه المنطقة قبائل بربرية مختلفة. بقي ولاءها
متأرجحاً بين الدولة الفاطمية وبين الدولة الأموية في الأندلس.
وشهدت سنة 1050 م حدثاً مهماً في تاريخ المنطقة وهو «غزوة بني هلال» وهم
عبارة عن تجمع لقبائل عربية أخرجت من مصر فشكلوا الهجرة العربية الكبيرة
الوحيدة إلى بلاد المغرب منذ الفتح الإسلامي. عاشت الجزائر بعد هذه الفترة
حالة من الفوضى، وضعت قوات المرابطين حداً لها بعدماانطلقوا من المغرب
الأقصى وفرضوا سيطرتهم، كما امتد سلطانهم على الأندلس التي كان يتنازعها
أمراء الطوائف المتنازعين. إلا أن سلطة المرابطين سرعان ما انحسرت لصالح
الموحدين في عام 1147. ووقفت هذه الدولة التي عدت أهم الدول التي حكمت في
شمالي أفريقيا والأندلس بعد توحيدها جميعاً إضافة إلى الازدهار الثقافي
والاقتصادي الذي شهدته دولة الموحدين خصوصاً في تلمسان. غير أن وحدة منطقة
المغرب لم تدم طويلاً ففي حوالي عام 1250 عادت الفوضى إلى المنطقة، وتفككت
الدولة الواحدة وظهرت في هذه الآونة بنو عبد الواد من زناته كقوى صغرى.
وكان الاسبان في الأندلس قد قوي أمرهم فبدؤوا بالاستيلاء على موانىء الساحل
الأفريقي بعد أن أحكموا قبضتهم على الأندلس في عام 1492 م 898 هـ. فاحتلوا
في عام 1508 موانىء وهران والجزائر والمرسي الكبير وبجاية وقامت سفن
قراصنتهم تلاحق المسلمين الأندلسيين الذين فروا إلى شمالي أفريقية. وقد وجد
عند مسلمي شمالي أفريقيا ومن جاءهم من الأندلس محاولة رد الفعل ضد
الممارسات العدوانية الاسبانية، فبدؤوا يغيرون على سواحل الأندلس فنشأت في
ذلك البحر بين المسلمين والاسبان.
كان على رأس العمليات الإسلامية الإخوان تركي عروج وخير الدين بربروس،
اللذان كانا من النصارى ثم اعتنقا الإسلام، عملا ضد الاسبان خاصة، وضد
النصارى عامة. وتقرب عروج من السلطان الحفصي فدعمه وقدم له موانئه يتخذها
قواعداً له. وتمكن عروج أن ينتصر على الإسبان في عدد من المعارك البحرية
واستطاع استرجاع ميناء بجاية من الاسبان، ما رفع مكانه فنقل مقره من تونس
إلى ميناء صغير يقع إلى الشرق من مدينة الجزائر، وطلب منه حاكم الجزائر
مساعدته ضد الغزو النصراني الاسباني فاستجاب له وسانده في المقاومة، ثم رأى
عروج تمزق حكام الجزائر واستعانتهم بالإسبان ضد بعضهم فقرر التخلص منهم
واحداً إثر الآخر فبدأ بحاكم الجزائر فأنهى حكمه وتسلم مكانه وأصبحت مدينة
الجزائر قاعدته الرئيسية، ثم وسع حكمه باتجاه الساحل، إضافة إلى تلمسان في
الداخل، وبويع سلطاناً على البلاد. إلا إنه قتل في إحدى المعارك ضد
الإسبان، في عام 1518 م، فخلفه أخوه خير الدين بربروس الذي كان على صلة
جيدة بالسلطان العثماني فوضع جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها تحت حماية
السلطان العثماني. وكانت نتيجة هذا العمل الحاسم توحيد كل ساحل شمالي
أفريقيا والمنطقة الداخلية القريبة الواقعة بين قسنطينة ووهران. وبذلك دخلت
الجزائر مرحلة جديدة تحت راية الخلافة العثمانية استمرت حوالي ثلاثة قرون،
وكان حاكم الجزائر يعرف باسم (بيلر بك) أي رئيس البكوات فهي ليست بمنزلة
الولايات الرئيسية لأن هذه يحكمها والٍ برتبة باشا. ولكن عندما انفصلت تونس
عام 999 هـ وأصبح يحكمها داي مرتبط مباشرة باسطمبول، استبدلت الدولة
العثمانية حكمها في الجزائر وأصبح يحكمها باشا لمدة ثلاث سنوات واستمر ذلك
حتى عام 1070 هـ. إذ أصبح الوالي ضعيفاً أمام رؤساء الجند (الدايات) حتى
تمكن مجلس الدايات من تعيين أحد أعضائه حاكماً على الولاية.
ومع سيطرة الدايات إلا أن الخليفة العثماني استمر في إرسال الولاة
(الباشوات) كل ثلاث سنوات، إلى أن طرده الداي عام 1122، وهكذا لم يبق ولاة
عثمانيون، وإنما الداي أصبح المتصرف الوحيد بالولاية، وكان نظام الداي أقام
علاقات دبلوماسية مع الدول الأوروبية بدءاً من القرن السابع عشر الميلادي،
وإبان الحروب النابليونية ازداد تحسن الاقتصاد الجزائري فقوي أسطولها حتى
بات يفوق أي أسطول آخر في في البحر المتوسط لذا فقد أجبرت الدول الأوروبية
على دفع الجزية للجزائر. إلا أن هذا الأمر لم يطل إذ سرعان ما تحالفت الدول
الأوروبية، فقامت بريطانيا بالتحالف مع هولندا وعملتا على مهاجمة الأسطول
الجزائري. ثم هاجم الاسطول الانكليزي وحده الاسطول الجزائري وذلك وذلك عام
1816 م ـ 1240 هـ ـ ثم اتفق الأسطولان الانكليزي والفرنسي وهاجما الأسطول
الجزائري وذلك عام 1242 هـ ـ 1818 م ـ فغدت الجزائر بدون اسطول يحميها،
وهذا ما زاد في أطماع الدول الأوروبية وخاصة فرنسا التي فقدت مستعمراتها
أثناء حروب نابليون، فأرادت أن تعوض خسارتها باحتلال الجزائر، وتوجيه الشعب
نحو الخارج بسبب اخفاق الحكومة في سياستها الداخلية.
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
مواضيع مماثلة
» صور الجزائر العاصمة قلب الجزائر
» الجزائر في عهد بومدين
» الجزائر عدو اسرائيل
» الدفاع عن الاقصي الشريف والمقدسات الاسلامية..
» العثمانيون في الجزائر
» الجزائر في عهد بومدين
» الجزائر عدو اسرائيل
» الدفاع عن الاقصي الشريف والمقدسات الاسلامية..
» العثمانيون في الجزائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى