أطفال جزائريون يُحقنون بـ "دواء إسرائيلي" في المستشفيات

كشفت تحقيقات أمنية وإدارية، حقن مرضى من مختلف الأعمار، جلهم أطفال، بدواء معقد وخطير مستورد من إسرائيل ويصطلح على تسميته بـ " فاكتور رقم 08 " موجه إلى المصابين بداء عدم تخثر الدم أو ما يعرف بـ" الهيموفيليا" أو الناعور. haemophilia



يتكون المستحضر الذي تقدر قيمته المالية بـ 13 مليون سنتيم، بدعم الدولة، من قارورتين صغيرتين الأولى تحتوي على مسحوق مجفف والثانية على ماء معقم للحقن، تنتهي صلاحيتهما في جوان 2014 والثالثة علبة الإبرة التي كتب على ظهرها "صنع في إسرائيل " MIX2VIAL ورقم هاتف الشركة المصنعة. كما أن العلبة متوسطة الحجم تحمل تسمية "فكتان"IU / ML 100 أما النشرة الطبية الموجود داخلها فمدونة باللغة الفارسية.

الدواء، يحضر بطريقة طبية ويحقن في وريد المريض في المستشفى، ولا يسلم إلا بترخيص من طبيب متخصص في "أمراض سيولة الدم" وذي خبرة في هذا المجال. وقد طالب بعض المرضى بفتح تحقيقات حول هذا المستحضر المستورد ومعاقبة المتسببين في القضية، وزاد تخوفهم من مضاعفات.

وتشير المعلومات التي بحوزتنا أن 21 مريضا تتراوح أعمارهم بين 6 و35 سنة حقنوا بهذا الدواء بمستشفى محمد بوضياف بورڤلة لوحدها خلال الشهرين المنقضيين زيادة على مئات المرضى في مستشفيات أخرى كون الدواء وزع على نطاق واسع، إذ تم توزيعه شهري فيفري ومارس الماضيين انطلاقا من الصيدلية المركزية بالعاصمة ثم المديرية الجهوية بولاية بسكرة.

وكشفت مصادر لـ "الشروق"، أنه تم توزعيه في مستشفيات العاصمة وشرق ووسط البلاد، مما يتطلب فتح تحريات وزارية وأمنية حول الجهة التي استوردت هذا الدواء؟ ومن سمح بتسليمه للهياكل الطبية وحقن المرضى، خاصة أن حالاتهم غير مستقرة ومعرضون للموت؟

"الشروق" اطلعت على عينة من الدواء وتأكدت من مصدر صنعه وتبين حسب مختصين عرضنا عليهم الدواء أنه مخصص للوقاية من نزيف الدم المتكرر الناتج عن نقص عامل 8 الوراثي أو المكتسب. ويحتوى الدواء على بقايا من البروتين البشري لذلك يجب إبلاغ المرضى بالعلامات المبكرة نتيجة التفاعلات الزائدة، ومن موانع استعمال هذا الدواء، الحساسية الشديدة للمواد الفعالة والمواد الداخلة في تركيب الدواء وانتشار التجلط في الأوعية الدموية "دايك" أو زيادة في ذوبان وتحلل مادة "الفيبرين" وهي حالات مؤدية للوفاة.

.

إدارة مستشفى محمد بوضياف بورڤلة تسحب الدواء المستورد

كشف مسؤول من إدارة مستشفى محمد بوضياف بورڤلة، فضل عدم ذكر اسمه، أن الدواء المستورد من إسرائيل موجه إلى مرضى عدم تخثر الدم تم اكتشافه فعلا مؤخرا، وقد تم إشعار والي الولاية ثم مدير الصحة، هذا الأخير أبرق تقريرا مفصلا إلى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، لكن هذا الأخير لم يحرك ساكنا لحد كتابة هذه الأسطر ولم تكلف الوزارة نفسها عناء إيفاد لجنة تحقيق في القضية، بينما اكتفت الصيدلية المركزية بالعاصمة بمراسلة إدارة ذات المستشفى تطلب سحب الدواء.

وأكد المصدر أنه تم حقن المرضى بالدواء المستورد من إسرائيل خلال المدة المذكورة. وأشار أنه لم تسجل أي مضاعفات للمرضى لحد الساعة، وأن إدارة المستشفى تعمل حاليا من أجل تعويضه بدواء آخر بغية المحافظة على سلامة المرضى.