ترجمة الشيخ البشير الإبراهيمي
صفحة 1 من اصل 1
ترجمة الشيخ البشير الإبراهيمي
ترجمة الشيخ البشير الإبراهيمي
يعد الشيخ "محمد البشير الإبراهيمي" أحد رواد المجاهدين الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، وأحد حاملي شعلة الحركة الإصلاحية في الجزائر، والمعتصمين بأصول الكتاب والسنة في إحياء وعي الأمة وبعثها من غفلتها التي عاشت في ظلمائها سنينًا طوالًا، وهو أحد مؤسسي "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" التي تولت تعريف الأمة بماضيها الإسلامي في الجزائر، وكان زميلًا للشيخ "عبد الحميد بن باديس" في قيادة الحركة الإصلاحية في الجزائر، ونائبه في رئاسة جمعية العلماء، وخاص معه حركة النضال ضد الاستعمار الفرنسي في بلاد المغرب الإسلامي.
وقد عاصر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الفترة الحرجة من تاريخ الدول العربية والإسلامية بعد سقوط الخلافة العثمانية وتفكك الأمة الإسلامية إلى دويلات وإمارات تكالبت عليها الدول الأوروبية وتناولتها بيد الاحتلال والتخريب ونهب الثروات، وتشريد علمائها، وقتل خيرة رجالها، وصفوة مجاهديها، وقد أيقن البشير الإبراهيمي أن هذا الضعف وحالة الوهن التي رانت على قلب الأمة الإسلامية في ذلك القرن نتيجة ابتعادهم عن كتاب الله وسنة رسوله وهدي السلف الصالح، لذا عندما وجد رفيقه عبدالحميد بن باديس يشاركه نفس الهم الإسلامي تحركا جنبًا لجنب وناقشا أمر الدعوة وخطط المستقبل، "وتكوين جيل يؤمن بالعروبة والإسلام ويناهض الاستعمار عن طريق تربية إسلامية صحيحة".
تعد تلك الدراسة عن حياة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي (1306هـ/1889-1385هـ/1965م) بمثابة تعريف بجهود هذا الرمز الإسلامي من أعلام بدايات القرن العشرين؛ الذين كان لهم دور محوري في أوطانهم في بعث حركة الجهاد ضد المحتل الغربي، ودراسة لأهم المحطات الحياتية في سيرة الشيخ "محمد البشير الإبراهيمي"، وكفاحه؛ وذلك لكي يتخذها شباب هذه الأمة والنشء الصالح قدوة حسنة للتأسي بما جاء فيها من تحسس أهم خطوات طريق النهضة الإسلامية؛ التي رسم طريقها هذا العلم الإسلامي الكبير، ورفاقه في بلاد المغرب الإسلامي.
يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في مقال له بعنوان "داء المسلمين ودواؤهم":
"الباحث في أحوال المسلمين بحث تَقَصٍّ واستقراء رجل من اثنين: رجل من أنفسهم ورجل من غيرهم، وكلا الرجلين يجتمع بصاحبه في نقطة تبعث الحيرة وهي: كيف يسقط المسلمون هذا السقوط المريع وفيهم كل أسباب الصعود وبين أيديهم كل ما ارتقى به أسلافهم، فأصول الدين من كتاب وسنة محفوظة لم يَضِعْ منها شيء، وأسباب التاريخ واصلة لم ينقطع منها شيء، واللغة إن لم ترتق لم تنحدر، والعرب الذين هم جذْمُ الإسلام ما زالوا يحتفظون بكثير من الخصائص الجنسية ومعظمها من المكارم والفضائل، والأرحام العربية ما زالت تجد من بين العرب من يَبُلُّها بِبَلالها، فلم تجفُ الجفاء كله، وإن لم توصل الوصل كله، والتجاوب الروحاني الذي تردِّد صداه كلمة الشهادة في نفوس المسلمين وكلمة التلبية في جنبات عرفات لم يتلاشَ تماماً، والأرحام المتشابكة بين المسلمين لم تجف الجفاف الذي يقطع الصلة، ومن السنن الكونية المقرَّرة في سقوط الأمم وعدم امتداد العزة والرقي فيها أن ينسى آخرها مآثر أوَّلها فينقطع التيَّار الدافع فيتعطل التقدم.
والباحث الأجنبي معذور إذا تحير، وقد يخفف عنه ألم الحيرة ابتهاجه بهذا السقوط، وإن بحثه عن الداء ليس بقصد الدواء، فقد عودنا كثير من هؤلاء الباحثين الأجانب أنهم لا يبحثون لذات البحث، ولا يدرسون هذه المواضيع لوجه التاريخ الخالص..... أما الباحثون في أحوال المسلمين من المسلمين فهم ينقسمون إلى فريقين - بعد اتفاقهم على أن الجسم الإسلامي مريض وأن مرضه عضال - فريقٍ منهم هُدِيَ إلى الحق فعرف أن الجسم الإسلامي لا مطمع في شفائه إلاَّ إذا عولج بالأشفية القديمة التي صحَّ بها جسم سلفه، وغذي بالأغذية الصالحة التي قوي عليها سلفه؛ وذلك أنه أقام الدين؛ فاستقامت له الدنيا، وانقاد إلى الله؛ فانقاد له عباد الله، وأخذ كتاب الله بقوة؛ فمشى على نوره إلى السعادة في الدارين، وأرشده إلى أنَّ سعادة الدنيا عزٌّ وسلطان، وعدلٌ وإحسان، وأنَّ سعادة الآخرة حياة لا نصب فيها ولا نهاية، واطمئنان لا خوف معه ولا كدر في أثنائه، ورضوان من الله أكبر.
وفريق منهم ضلَّ عن الحق في الدواء؛ لأنه ضلَّ قبل ذلك في تشخيص الداء، وضلَّ من قبل ذلك في طريقة البحث، فتلقَّاها من أعداء الإسلام زائغة ملتوية، وضلَّ من قِبَل أولئك في أسلوب التفكير، فهو يفكر بعقل ملتاث بلوثات هذه الحضارة الخاطئة الكاذبة المستمدة من أصول الاستعمار الذي يسقي الأقربين ما يرويهم، ويغذي الأبعدين بما يرديهم، ثم يجتثهم من أصولهم، ولا يلحقهم بأصوله، ويتركهم متعلقين بأسباب هذه الحضارة مفتونين بها، مهجورين منها، وقل ما شئت في العاشق المهجور، الذي لا يملك من أسباب الحب إلاَّ القشور، ولا يملك من أسباب الوصل شيئاً.
يعد الشيخ "محمد البشير الإبراهيمي" أحد رواد المجاهدين الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، وأحد حاملي شعلة الحركة الإصلاحية في الجزائر، والمعتصمين بأصول الكتاب والسنة في إحياء وعي الأمة وبعثها من غفلتها التي عاشت في ظلمائها سنينًا طوالًا، وهو أحد مؤسسي "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" التي تولت تعريف الأمة بماضيها الإسلامي في الجزائر، وكان زميلًا للشيخ "عبد الحميد بن باديس" في قيادة الحركة الإصلاحية في الجزائر، ونائبه في رئاسة جمعية العلماء، وخاص معه حركة النضال ضد الاستعمار الفرنسي في بلاد المغرب الإسلامي.
وقد عاصر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الفترة الحرجة من تاريخ الدول العربية والإسلامية بعد سقوط الخلافة العثمانية وتفكك الأمة الإسلامية إلى دويلات وإمارات تكالبت عليها الدول الأوروبية وتناولتها بيد الاحتلال والتخريب ونهب الثروات، وتشريد علمائها، وقتل خيرة رجالها، وصفوة مجاهديها، وقد أيقن البشير الإبراهيمي أن هذا الضعف وحالة الوهن التي رانت على قلب الأمة الإسلامية في ذلك القرن نتيجة ابتعادهم عن كتاب الله وسنة رسوله وهدي السلف الصالح، لذا عندما وجد رفيقه عبدالحميد بن باديس يشاركه نفس الهم الإسلامي تحركا جنبًا لجنب وناقشا أمر الدعوة وخطط المستقبل، "وتكوين جيل يؤمن بالعروبة والإسلام ويناهض الاستعمار عن طريق تربية إسلامية صحيحة".
تعد تلك الدراسة عن حياة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي (1306هـ/1889-1385هـ/1965م) بمثابة تعريف بجهود هذا الرمز الإسلامي من أعلام بدايات القرن العشرين؛ الذين كان لهم دور محوري في أوطانهم في بعث حركة الجهاد ضد المحتل الغربي، ودراسة لأهم المحطات الحياتية في سيرة الشيخ "محمد البشير الإبراهيمي"، وكفاحه؛ وذلك لكي يتخذها شباب هذه الأمة والنشء الصالح قدوة حسنة للتأسي بما جاء فيها من تحسس أهم خطوات طريق النهضة الإسلامية؛ التي رسم طريقها هذا العلم الإسلامي الكبير، ورفاقه في بلاد المغرب الإسلامي.
يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في مقال له بعنوان "داء المسلمين ودواؤهم":
"الباحث في أحوال المسلمين بحث تَقَصٍّ واستقراء رجل من اثنين: رجل من أنفسهم ورجل من غيرهم، وكلا الرجلين يجتمع بصاحبه في نقطة تبعث الحيرة وهي: كيف يسقط المسلمون هذا السقوط المريع وفيهم كل أسباب الصعود وبين أيديهم كل ما ارتقى به أسلافهم، فأصول الدين من كتاب وسنة محفوظة لم يَضِعْ منها شيء، وأسباب التاريخ واصلة لم ينقطع منها شيء، واللغة إن لم ترتق لم تنحدر، والعرب الذين هم جذْمُ الإسلام ما زالوا يحتفظون بكثير من الخصائص الجنسية ومعظمها من المكارم والفضائل، والأرحام العربية ما زالت تجد من بين العرب من يَبُلُّها بِبَلالها، فلم تجفُ الجفاء كله، وإن لم توصل الوصل كله، والتجاوب الروحاني الذي تردِّد صداه كلمة الشهادة في نفوس المسلمين وكلمة التلبية في جنبات عرفات لم يتلاشَ تماماً، والأرحام المتشابكة بين المسلمين لم تجف الجفاف الذي يقطع الصلة، ومن السنن الكونية المقرَّرة في سقوط الأمم وعدم امتداد العزة والرقي فيها أن ينسى آخرها مآثر أوَّلها فينقطع التيَّار الدافع فيتعطل التقدم.
والباحث الأجنبي معذور إذا تحير، وقد يخفف عنه ألم الحيرة ابتهاجه بهذا السقوط، وإن بحثه عن الداء ليس بقصد الدواء، فقد عودنا كثير من هؤلاء الباحثين الأجانب أنهم لا يبحثون لذات البحث، ولا يدرسون هذه المواضيع لوجه التاريخ الخالص..... أما الباحثون في أحوال المسلمين من المسلمين فهم ينقسمون إلى فريقين - بعد اتفاقهم على أن الجسم الإسلامي مريض وأن مرضه عضال - فريقٍ منهم هُدِيَ إلى الحق فعرف أن الجسم الإسلامي لا مطمع في شفائه إلاَّ إذا عولج بالأشفية القديمة التي صحَّ بها جسم سلفه، وغذي بالأغذية الصالحة التي قوي عليها سلفه؛ وذلك أنه أقام الدين؛ فاستقامت له الدنيا، وانقاد إلى الله؛ فانقاد له عباد الله، وأخذ كتاب الله بقوة؛ فمشى على نوره إلى السعادة في الدارين، وأرشده إلى أنَّ سعادة الدنيا عزٌّ وسلطان، وعدلٌ وإحسان، وأنَّ سعادة الآخرة حياة لا نصب فيها ولا نهاية، واطمئنان لا خوف معه ولا كدر في أثنائه، ورضوان من الله أكبر.
وفريق منهم ضلَّ عن الحق في الدواء؛ لأنه ضلَّ قبل ذلك في تشخيص الداء، وضلَّ من قبل ذلك في طريقة البحث، فتلقَّاها من أعداء الإسلام زائغة ملتوية، وضلَّ من قِبَل أولئك في أسلوب التفكير، فهو يفكر بعقل ملتاث بلوثات هذه الحضارة الخاطئة الكاذبة المستمدة من أصول الاستعمار الذي يسقي الأقربين ما يرويهم، ويغذي الأبعدين بما يرديهم، ثم يجتثهم من أصولهم، ولا يلحقهم بأصوله، ويتركهم متعلقين بأسباب هذه الحضارة مفتونين بها، مهجورين منها، وقل ما شئت في العاشق المهجور، الذي لا يملك من أسباب الحب إلاَّ القشور، ولا يملك من أسباب الوصل شيئاً.
مواضيع مماثلة
» تحذيرٌ خطير! إلى كل من يصلي على سيدنا محمد الهادي البشير !!
» الشيخ حاشي مصطفى رحمه الله
» الشيخ محمد بن موسى العامري من مواليد
» مكبة الشيخ التونسي عبد ارحمن القيرواني (سمعيات )
» مجموعة صوتية قرانية بترتيل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
» الشيخ حاشي مصطفى رحمه الله
» الشيخ محمد بن موسى العامري من مواليد
» مكبة الشيخ التونسي عبد ارحمن القيرواني (سمعيات )
» مجموعة صوتية قرانية بترتيل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى